كان كاتب هذه السطور يدعو لحل مليشيا الدعم السريع منذ عام 2017 . كان واضحاً إن هذه المليشيا بقيادتها الأسرية المتوحشة هي مصدر خطر داهم على الأمن القومي السوداني. كنا أيضا ولا زلنا نطالب بالاصلاح الجذري للجيش السوداني، الذي تحول تحت قيادة البشير وجتنرالاته الى مسخ وشبح لا علاقة له بالعسكرية أو الاحتراف.
طوال الثورة وأعوام ما بعد الثورة كان الشباب يصدح في الشوارع ( العسكر للثكنات والجنجويد يتحل). كان الرد عليهم من طرف الجننرالات والمليشيا هو زخات الرصاص في صدورهم الآبية. حتى في عهد حمدوك وحكومة قحت كانت المطالبة بحل المليشيا تقابل بالقمع والدم.
بعد تمرد ومحاولة انقلاب المليشيا في 15 ابريل قام البرهان بعد أيام بإعلان حل المليشيا، وتمنع أكثر من شهر لإقالة قائدها من رئاسة مجلسهم الانقلابي. اليوم أصدر قرار جديدا بحل المليشيا، وكأن حلها في المرة السابقة لم يكن كافيا.
كل هذا يعكس التخبط السياسي والاستراتيجي لقيادة الجيش الحالية، والذي لا يزال مستمرا على حساب الشعب السوداني. كما ويظهر بعد نظر من وقف ضد هذه المليشيا في وقت كان الكثيرون يخطبون ودها. في هذا المجال اظهر كل احترامي واحلالي لشباب الثورة ووعيهم المتقدم على كل الأحزاب السياسية، وأشعر بالفخر اني كنت معهم دائما في هذا الشعار العزيز بحل المليششا اذات القيادة المجرمة.
اذكر هنا للتاريخ أنه في ابريل عام 2019 وصلتني دعوة لمقابلة حميدتي في بيته فرفضتها وقلت ان كان يريد مقابلتي فليكن اللقاء في القصر ورسميا وعلى مرأي من الشهود من أعضاء الحملة والشعب. في اكتوبر 2019 أتى لي في وارسو من يحاول تسويق المليشيا وحمدوكها فرفضت بشدةوقلت أنه لو وقعت السموات على الأرض فلن اؤيدهما. في يناير 2020 صدحنا في ندوات بالضعين ونيالا بدعوة حل المليشيا في وقت كانت الناس فيه تتخوف من هذه الدعوة في الخرطوم.
إن قرار حل المليشيا مهما كان قرار سليم، ومع ذلك يجب أن تُفتح الفرصة لاعضاء المليشيا ممن يريدون تركها وخدمة الوطن لاستيعابهم في الجيش المحترف الوطني الموحد في المستقبل، كما إن قيادة الجيش الحالية يجب أن ترحل وتُحاسب، لأنها السبب الاساسي في تمدد المليشيا وفرعنة زعيمها، ولأنها شريكة المليشيا في الاضرار بالشعب السوداني وإشعال الحرب.
عادل عبد العاطي
7 سبتمبر 2023م